للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد بن بشر المرثدي ثنا أحمد بن عيسى ثنا عبد الله بن وهب، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن بزرج ... فذكره وهذا يدل على تفاوتهم في اليقين.

أما قوله عزّ وجلّ:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:٣].

وما ورد في معناه، فإنه لا يمنع من قولنا بزيادة الإيمان ونقصانه. لأن معنى قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.

أي أكملت لكم وضعه، فلا أفرض عليكم من بعد ما لم أفرضه عليكم إلى اليوم، ولا أضع عنكم بعد اليوم ما قد فرضته قبل اليوم، فلا تغليظ من الآن ولا تخفيف ولا نسخ ولا تبديل. وليس معناه أنه أكمل لنا ديننا من قبل أفعالنا، لأن ذلك لو كان كذلك لسقط عن المخاطبين بالآية الدوام على الإيمان، لأن الدين قد كمل، وليس بعد الكمال شيء. فإذا كان الدوام على الإيمان مستقبلا وهو إيمان فلذلك الطاعات الباقية التي تجب شيئا فشيئا كلها إيمان، والكمال راجع إلى إكمال الشرع والوضع، لا إلى إكمال اداء المؤدين له وقيام القائمين به والله تعالى أعلم.

٣٢ - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، أنبا الحسين بن محمد بن هارون ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا يوسف بن بلال ثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في هذه الآية:

{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} [المائدة:٣].

يقول: يئس أهل مكّة أن ترجعوا إلى دينهم-عبادة الأوثان أبدا، {فَلا تَخْشَوْهُمْ} في اتباع محمد صلّى الله عليه وسلّم، {وَاخْشَوْنِ} في عبادة الأوثان وتكذيب


٣١ - اليقين لابن أبي الدنيا رقم (٩) بترقيمي من طريق أحمد بن عيسى به مرفوعا.
٣٢ - ينظر من هو (محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان)، والحسين بن محمد بن هارون، أحمد بن محمد بن نصر، يوسف بن بلال، أبو صالح هو: باذام، والكلبي هو: محمد بن السائب بن بشر، ومحمد بن مروان هو: السدي الصغير.
والحديث عزاه السيوطي في الدر (٢/ ٢٥٧) للمصنف في الشعب فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>