{وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل ٤٤/].
لكان كافيا فإنه لو لم يكن أتاه البيان لكتابه ولم يرق فيه إلى أعلى الدرجات لما رضيه ليبين كتابه وكشف عن معاني خطابه.
وقد جاء عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه سئل عن سحائب مرت وذكر الحديث الذي:
١٤٣١ - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي أنا أبو عمرو بن مطر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا يحيى بن معين ثنا عباد بن العوام ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث يعني التميمي عن أبيه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم دجن:«كيف ترون بواسقها؟» قالوا: ما أحسنها وأشد تراكمها قال: فكيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها قال: كيف ترون جونها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده قال: فكيف ترون رحاها استدارت؟ قالوا: نعم ما أحسنها وأشد استدارتها قال: كيف ترون برقها خفوا أو وميضا أم يشق شقا؟ قالوا: بل يشق شقا. قال: الحياء فقال له رجل يا رسول الله ما أفصحك ما رأينا الذي هو أعرب منك. قال: حق لي وإنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. قال أبو عبيد قوله قواعدها يعني قواعد السحاب وهي أصولها المعترضة وفي آفاق السماء وأما البواسق ففروعها المستطيلة في السماء إلى وسط السماء وإلى الأفق الآخر والجون الأسود وقوله: رحاها فرحاها استدارة السحاب في السماء والخفق هو الاعتراض من البرق في نواحي بجسم والوميض أن يلمع قليلا ثم يسكن وليس له اعتراض وأما الذي يشق شقا فاستطارته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمالا والحياء هو المطر الواسع الغزير.
١٤٣٢ - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيدة فذكره.
١٤٣١ - أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (٦/ ١٧٢) من طريق عباد بن عباد المهلبي عن موسى بن محمد-به.