يقول رحمه الله: وقال تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين:١٥](إنهم) أي: أهل الكفر، (عن ربهم لمحجوبون) فهم محجوبون عن النظر إلى الله عز وجل، وهذا في حق الكفار.
يقول المؤلف رحمه الله:(فلما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضا) ، فدلالة الآية على إثبات الرؤية من وجهين: الأول: حجب الكفار عن ربهم.
الوجه الثاني: مفهوم المخالفة وهو أن المؤمنين يرون ربهم جل وعلا، ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله نوعي الدلالة في الآية: دلالة المطابقة، ودلالة المخالفة، فدلالة المطابقة في قوله: حجب أولئك في حال السخط، ودلالة المخالفة في قوله: أن المؤمنين يرون ربهم في حال الرضا.
فإذا كان من عقوبة أهل الكفر أنهم لا يرونه سبحانه وتعالى حال الغضب، فكذلك تدل الآية بمفهوم المخالفة أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى.
قال:(وإلا لم يكن بينهم فرق) أي: إذا لم يكن أهل الإيمان يرونه في حال الرضا وهم كالكفار في الحجب، فما فائدة الإخبار بأن الكفار يحجبون عن الله عز وجل؟! فدلت الآية دلالة واضحة على أن أهل الإيمان ينعمون برؤيته جل وعلا كما أن أهل الكفر يعاقبون بحجبهم عنه سبحانه وتعالى.