للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده]

ثم قال بعد ذلك: [وهؤلاء الخلفاء الراشدون، والأئمة المهديون الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (الخلافة من بعدي ثلاثون سنة) وكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه] .

هذا المقطع يقول فيه المؤلف رحمه الله: (وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون) أي هؤلاء الأربعة: أبو بكر عمر عثمان علي، هم أولى وأصدق من يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) ، فإنهم أصدق من يصدق عليه هذا الوصف، وأحق من يتنزل عليه هذا القول بثلاثة أوصاف: الوصف الأول: أنهم خلفاؤه؛ وهم من أتى بعده رضي الله عنه وقام مقامه.

الوصف الثاني: أنهم راشدو؛ وهذا ضد الغي.

الوصف الثالث: أنهم مهديون؛ وهذا ضد الضلال.

فجمع لهم بين الهدى والرشد وبهما يكمل العلم النافع والعمل الصالح، والهدي المستقيم.

(عضوا عليها بالنواجذ) ، أي: تمسكوا بها تمسك العاض على الشيء بأضراسه ونواجذه.

ثم ذكر رحمه الله في الاستدلال على أن هؤلاء هم الخلفاء الراشدون حديث: (الخلافة من بعدي ثلاثون سنة) وقد جاء في مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الخلافة من بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً) أو (ثم يؤتي الله ملكه من يشاء) فدل ذلك على أن الذين يلونه مدة ثلاثين سنة يصدق عليهم الخلافة.

وبالنظر إلى مدة خلافة هؤلاء رضي الله عنهم التي ابتدأت بالسنة الحادية عشرة إلى سنة الأربعين يتبين أنهم رضي الله عنهم كلهم داخلون في قوله صلى الله عليه وسلم: (الخلافة من بعدي ثلاثون) فإن خلافة علي رضي الله عنه انتهت على رأس الثلاثين، وهذا من الأدلة على أنهم المقصودون بقوله صلى الله عليه وسلم: (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه.

نقف على هذا، ونكمل إن شاء الله تعالى في الدرس القادم، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>