للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من هن أمهات المؤمنين؟ وكم عددهن؟]

ومن جملة حقوق الصحابة ما بينه المؤلف رحمه الله في هذا المقطع حيث قال: (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء) ؛ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أي: من نكحهن صلى الله عليه وسلم.

وهن رضي الله عنهن قد أثنى الله عليهن وبين منزلتهن في قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:٦] وهذا الخبر من الله عز وجل فيه بيان ما لهن رضي الله عنهن من المنزلة، فهن أمهات المؤمنين، ومعنى الأمومة هنا أي: في الحرمة والاحترام والتوقير والإعظام والإكرام، وليست أمومة نسب بلا شك، ولا توجب محرمية، أي: ليست أمومة تبيح الخلوة، وتبيح ما يستبيحه الإنسان من النظر إلى أمه وما إلى ذلك، وإنما هي أمومة احترام وإجلال وتقدير لما لهن رضي الله عنهن من المنزلة، فهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأزواجه في الآخرة.

والمؤلف رحمه الله أثبت هذا لجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو كذلك، فهن رضي الله عنهن في أصل هذه المنزلة سواء باستحقاقهن ذلك.

يقول: (المطهرات المبرآت من كل سوء) المطهرات: اللواتي طهرهن الله جل وعلا، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:٣٣] فلا شك أن المراد بأهل البيت في هذه الآية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أهل البيت بنص القرآن؛ لأن الكلام السابق واللاحق كله في شأن زوجاته صلى الله عليه وسلم وفي شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

وقوله: (المبرآت من كل سوء) أي: أنهن سليمات بريئات من كل سوء يلحقه أحد بهن، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم منهن من توفيت في حياته وهن خديجة بنت خويلد أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وزينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها، وهي مشهورة بـ أم المساكين، هاتان الزوجتان توفيتا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

وبقي من أزواجه: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث الهلالية، وميمونة بنت الحارث المخزومية، وأم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية وسودة بنت زمعة.

وأما مارية فليست زوجته، وإنما هي سريته رضي الله عنها.

فتلك هن اللواتي توفي عنهن رسول الله صلى اله عليه وسلم، أضف إليهن الثنتين اللتين توفيتا قبله، فيكون المجموع إحدى عشرة امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.

هؤلاء هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ولهن من الحق والمكانة ما ذكر رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>