ووصفه المؤلف رحمه الله بقوله:(خال المؤمنين) لأنه أخو أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الوصف اختلف العلماء رحمهم الله فيه على قولين: هل يوصف إخوان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أخوال المؤمنين وأخواتهن بأنهن خالات المؤمنين فتكون -مثلاً- أسماء بنت أبي بكر خالة المؤمنين، ويكون عبد الله بن عمر خال المؤمنين؟ وكذلك اختلفوا في بناتهن هل يوصفن بأنهن أخوات المؤمنين؟ واختلفوا أيضاً في آبائهن -آباء أمهات المؤمنين- هل يوصفون بأنهم أجداد المؤمنين وأمهاتهن جدات المؤمنين؟ الذي عليه جمهور العلماء أنهم لا يوصفون بذلك؛ لأن هذه الفضيلة خاصة بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهن، وهي أمومة حرمة واحترام وتقدير وفضل وإجلال، وليست أمومة نسب حتى تنتشر وتتسع، فوصف معاوية بخال المؤمنين هو من هذا الوجه، وقد ذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجوز أن يوصف بهذا الوصف.
يقول:(وكاتب وحي الله) أي: أنه كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو من كتبة الوحي رضي الله عنهم، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم إذ اجتمع عليه المسلمون بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة، فاجتمع المسلمون في سنة إحدى وأربعين على معاوية رضي الله عنه، وأصبح بذلك الخليفة للمسلمين الذي ولي من قبله من الخلفاء.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.