قال المؤلف رحمه الله:[وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع] أي: كل من خلع على نفسه اسماً خلاف ما رضي الله لأهل هذه الملة من الأسماء فإنه مبتدع، قال الله تعالى:{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ}[الحج:٧٨] فالله عز وجل سمى أهل هذه الملة بالمسلمين، وقيل: إن الضمير يعود إلى إبراهيم فيكون هذا من تسمية إبراهيم التي رضيها الله ورضيها رسوله صلى الله عليه وسلم، فكل من تسمى بغير هذا الاسم فهو مبتدع.
قال رحمه الله:(وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع) أما السنة فالتسمي بها جائز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) فالمستمسك بالسنة مستمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والانتساب إلى السنة مفخرة وفضيلة؛ لأنه انتساب إلى ما أمر الله عز وجل ورسوله بالانتساب إليه، قال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر:٧] وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) أما ما عدا هذين الوصفين فإنه ينبغي للمؤمن ألا ينتسب إليه، حتى تلك الأوصاف التي يقصد بها شيء من التميز عن غير أهل السنة من الألفاظ الحادثة ينبغي أن يتجنبها الإنسان ويكتفي بما اكتفى به سلف الأمة، فالانتساب الذي هو فضل ومفخرة هو الانتساب إلى كتاب الله عز وجل وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.