يقول:(وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره) : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وإيمان العبد بهذا يورثه عظيم التوحيد لله جل وعلا، ويعقبه عظيم التعظيم والمحبة لله عز وجل، الذي بيده مقاليد الأمور يصرفها كيف شاء، يهب لمن يشاء ما يشاء، ويمنع من يشاء ما يشاء، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا ينفع ذا الجد-أي: صاحب الغنى- منه الجد، فالجد والغنى لا ينفع صاحبه إذا جرده الله منه، فكم من إنسان يملك من المال العريض الشيء الكثير، لكنه لا يستطيع أن يدخل إلى جوفه قطرة ماء إما لمرض أو لمانع، فكل شيء في هذا الكون لا يصدر إلا عن تدبير الله جل وعلا.