قال رحمه الله:(ولا نزيل عنه صفةً من صفاته لشناعة شنعت) أي: لا نعطل الله عن صفاته لأجل ما يشنعه أهل التشبيه والزيغ، الذين يصفون أهل السنة بصفات لينفروا الناس عن الحق الذي جاءوا به وقالوا به؛ حيث إنهم يصفون أهل السنة والجماعة بأنهم حشوية ومجسمة، وأنهم لا علم عندهم، وما أشبه ذلك من الأوصاف التي تنفر عن الحق، ولا يغرنك ما يجعله أهل الباطل على منهجهم من بهرجة، حيث يقولون: نحن أهل العقول والبصائر، وأهل النظر والفكر والعلم، وأما الذين يثبتون الصفات فهم حشوية مجسمة، مشبهة ممثلة، وما أشبه ذلك من الألفاظ التي ينفرون بها من ينفرون عن الحق.
هذا معنى قول الإمام أحمد:(لا نزيل عنه صفةً من صفاته لشناعة شنعت) أي: لا يمكن أن نعطل الله عز وجل عما أخبر به عن نفسه، أو أخبر به رسوله؛ لأجل قول من يقول: إنكم مشبهة! إنكم مجسمة! إنكم! إنكم! إنما نقول بما قال الله، وبما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم.
(ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كيف كنه ذلك) أي: كيف حقيقة ذلك؛ فالكنه هو الحقيقة، ونحن لا نعلم كيف كنه الصفات ولا حقيقتها؛ فإن علمها إلى الله عز وجل.
قوله:(إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن) : (إلا) هنا منقطعة، يعني: لكن نصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ونثبت القرآن، أي: نثبت ما جاء في الكتاب والسنة من الخبر عن الله عز وجل، دون أن نلج في معرفة كيفيات ذلك.