قوله رحمه الله:(والميزان له كفتان ولسان) ، هكذا جاء في بعض الآثار، ويشهد لهذا ما في حديث عبد الله بن عمرو في جامع الترمذي ومستدرك الحاكم؛ حيث ذكر أن السجلات توضع في كفة، والبطاقة التي كتب فيها لا إله إلا الله توضع في الكفة الأخرى، قال رحمه الله:(وتوزن به) أي بالميزان (الأعمال) وذكرنا أن الوزن يكون للعمل وللعامل وللصحائف {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} ، أي: وأعماله {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المؤمنون:١٠٢] اللهم اجعلنا منهم.
ما معنى وصفهم في الآية بالمفلحين، في قوله:{فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ؟ المفلح هو من أمن من الطالب وأدرك المطلوب، فهؤلاء أمنوا مما يخافون ويرهبون، وأدركوا ما يطلبون ويرجون، فتحقق لهم الفلاح.
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} ، أي: خفت وطاشت ولم يكن لها ثقل ترجح بالميزان {فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}[المؤمنون:١٠٣] هذا في حق أهل الكفر، وهذا مما يستدل به على أن الكفار يحاسبون وتوزن أعمالهم، لكن الوزن ليس وزن الموازنة بين الحسنات والسيئات؛ لأنهم كما ذكرنا لا حسنات لهم إنما توضع سيئاتهم وتبين بها سوء حالهم ومنقلبهم.