قال:(وفتنة القبر حق) أي: الامتحان الواقع للموتى في قبورهم إذا دفنوا، فإن أهل القبور إذا دفنوا يمتحنون ويختبرون ويسألون ويقال للميت: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهذا السؤال يسأله الإنسان سواء قبر أو لم يقبر، لكن من كان سيقبر فإنه سيسأل في قبره؛ لحديث أنس وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا وضع العبد في قبره أتاه ملكان) ، فإتيان الملكين هو من أجل السؤال، وهو الفتنة التي تكون في القبر، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتنة القبر وبينها في أحاديث مستفيضة تبلغ حد التواتر، فلا مجال لإنكارها ولا للتكذيب بها، وهذه الفتنة هي لجميع أهل التكليف، أعني: هي لجميع من كان مكلفاً.