للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على موضع الخلاء، وفي الحديث: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد الغائط أبعد في المذهب" (١). "وتقول العرب: ذهب مذهب فلان: قصد قصده وطريقته" (٢)، ويقولون أيضا: "ذهب فلان مذهبا حسنا" (٣).

والمذهب في اصطلاح كل قوم: الطريقة التي اختطها شخص أو مجموعة سواء أكانت في مجال الاعتقاد، أو السلوك، أو الأحكام، أو غيرها.

ولا يكون الأمر مذهبا لشخص ما، إلا إذا كان طريقة اختص بها دون غيره، فالأكل والشرب والنوم ليس مذهبا يختص بفرد أو مجموعة، ولا يطلق المذهب عند أصحاب العلم والمعرفة إلا على منهج تكوَّن بعد تأمل ونظر، واختط صاحبه خطة واضحة المعالم، بينة الأبعاد، تقوم على أصول وقواعد، ففي المعجم الوسيط: "المذهب عند العلماء مجموعة من الآراء والنظريات العلمية والفلسفية، ارتبط بعضها ببعض ارتباطا يجعلها وحدة متسقة" (٤).

ولذا فإنه أطلق على المنهج الذي اختطه علماء الكلام في التأصيل العقائدي للمذهب الكلامي، والذي يسلك طريقتهم في الاستدلال فإنه يذهب مذهبهم، يقول الجرجاني: "المذهب الكلامي: أن يورد حجة على طريق أهل الكلام" (٥).

ويطلق المذهب عند علماء الفقه على المنهج الفقهي الذي سلكه فقيه مجتهد، اختص به من بين الفقهاء، أدى به إلى اختيار جملة من الأحكام في مجال علم الفروع.

يقول القرافي، في سياق تعريفه مذهب مالك: (مذهب مالك ما اختص


(١) لسان العرب: ١/ ١٠٨١، وراجع القاموس المحيط: ص ١١٠.
(٢) القاموس المحيط: ١١٠، والمصباح المنير: ص ٢١١.
(٣) لسان العرب: ١/ ١٠٨١.
(٤) المعجم الوسيط، لإبراهيم أنيس وآخرون: ١/ ٣١٧. دار إحياء التراث العربي. الثانية.
(٥) التعريفات، لعلي بن محمد الريف الجرجاني: ٢٢٠.

<<  <   >  >>