للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل عليه التعبير بإذا فإنها تدل على تكرر الفعل، فالمتخلق بها منافق حقيقة يستحق الدرك الأسفل من النار، فتلك أربعة أجوبة تخير منها ما شئت.

والحديث دعامة كبيرة من دعائم الأخلاق التي ترتكز عليها عزة الأمم وسعادتها.

٦- باب: علامات النفاق- ٢-

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال: «آية المنافق ثلاث:

إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» . [رواه مسلم والترمذي والنسائي] «١» .

الآية: العلامة الظاهرة التي تدل على أمر خفي وراءها، وإخلاف الوعد ترك الوفاء مأخوذة من أخلف الشجر إذا اخضر بعد سقوط ورقه، وليس الغرض من ذكر هذه الثلاثة حصر آيات النفاق فيها فإنها كثيرة كالفجور في المخاصمة وإنما الغرض التنبيه إلى أصولها إذ التدين ينحصر أصله في ثلاثة القول والعمل والنية فنبّه إلى فساد القول بالكذب، وإلى فساد الفعل بالخيانة، وإلى فساد النية بالإخلاف لأن الإخلاف القادح «٢» ما كان العزم عليه مقارنا للوعد، وباقي الشرح للحديث في شرح ما قبله.

٧- باب: الدين النصيحة

عن تميم الدّاري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدّين النّصيحة» ، قالوا: لمن


(١) رواه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: علامة المنافق (٣٣) . ورواه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: بيان خصال المنافق (٢٠٨) . ورواه النسائي في كتاب: الإيمان، باب: علامة المنافق (٥٠٣٦) . ورواه الترمذي في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء في علامة المنافق (٢٦٣١) .
(٢) القادح: الناقص.

<<  <   >  >>