للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيطان» . [أخرجه مسلم «١» ] .

[الشرح:]

في الحديث حث على أمور ثلاث:

١- تقوية الإيمان.

٢- الحرص على النافع.

٣- الاستعانة بالله.

والنهي عن أمرين:

١- العجز.

٢- وقولك إذا أصابك مكروه، أو فاتك محبوب، لو أني فعلت كذا كان خلاف ما حصل.

فإن هذا القول فتح بابا للشيطان ولكن تقول قدّر الله وما شاء فعل فتلك خمسة أمور نبينها فيما يأتي:

١- الإيمان محور السعادة في الدنيا والآخرة

متى أتبع بالعمل الصالح مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «٢» ، والناس متفاوتون في الإيمان فمنهم قوي تدفعه عزيمته إلى الأعمال الصالحة فتراه مقداما في الجهاد أمّارا بالمعروف: نهاء عن المنكر لا يبالي بالأذى يناله في سبيل الدعوة إلى الخير، صبورا على القيام بحقوق الله من صلاة وصوم وزكاة وحج وحسن معاملة للناس لا تفتر همته في ذلك ولا يدع للخور «٣» إلى نفسه سبيلا.

ومنهم ضعيف الإيمان تراه يعكس سابقه، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأول خير من الثاني لأنه دائب في طلب السعادة لنفسه كاملة، أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فسعيه مشكور، والثاني آمن وقصر في السعي فهو لنفسه عند تقصيره وكما أن الأول خير فهو أحب إلى الله من الثاني. لأنه أتي من الأعمال بما يقربه إليه ويستدعي


(١) رواه مسلم في كتاب: القدر، باب؛ في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله و.. (٦٧١٦) .
(٢) سورة النحل، الآية: ٩٧.
(٣) للخور: الضعف.

<<  <   >  >>