للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقتضي الإشتراك في أصل الفضل، ومن لازم ذلك الجواز.

والحديث يدل على جواز أخذ مقتر في الجرائم على غرة لأنه صلى الله عليه وسلم همّ بذلك في الوقت الذي عهد منه فيه الاشتغال بصلاة الجماعة، فأراد أن يبغتهم «١» في الوقت الذي يتحققون أنه لا يطرقهم فيه أحد.

ويدل أيضا على تقديم الوعيد والتهديد على العقوبة، وسر ذلك أن المفسدة إذا ارتفعت بالأهون من الزجر اكتفى به عن الأغلظ من العقوبة.

فاحرص أخي على صلاة الجماعة؛ ولا تدعها إلا لعذر قوي، ولا يشغلنك عنها لعبة، أو أكلة، ولا تتساهل في حق الله كما لا تقصر في حق نفسك، وكن لبيت الله معمرا، ولمصلحة إخوانك راعيا. كما راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلحة صحبه وحملهم على القيام بالواجب. ولو ناداك عظيم لبيت نداءه. وهرولت نحوه لتنفذ إشاراته. فالله يناديك: حي على الصلاة: حي على الفلاح ويثني لك النداء فلا تجيب نداءه؟ ألا تهرول إلى الجماعة؟ ألا تعدو إلى التشرف بلقائه. والتلذذ بمناجاته في ذلك الجمع العظيم. من أولي النفوس الطاهرة؟ أكبر ظني أنك مجيب وكيف؟ وأنت الفطن اللبيب.

٢٣- باب: معاونة الإخوان في الدين

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» . [أخرجه البخاري؛ ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي «٢» وقال: حسن صحيح] .


- (وجاء في رواية أن هذه الصلاة التي هم بتحريقهم للتخلف عنها هي العشاء، وفي رواية أنها الجمعة، وفي رواية يتخلفون عن الصلاة مطلقا وكله صحيح ولا منافاة بين ذلك) .
(١) يبغتهم: يفاجئهم بمجيئه.
(٢) رواه مسلم في كتاب: الأدب، باب: تحريم الظلم (٦٥٢١) .

<<  <   >  >>