على المسلم أن يحذر منها ويأخذ نفسه ولسانه على الحق ومحبة الناس والعمل لخيرهم والبعد عما يضرهم ويسيء إليهم.
١٠٤- باب: تعاهد القرآن
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«تعاهدوا القرآن. فوالّذي نفسي بيده لهو أشّد تفصّيا من الإبل في عقلها» .
[رواه البخاري ومسلم «١» ] .
[اللغة:]
تعاهدوا القرآن: حافظوا عليه وتقلدوه حينا بعد حين بملازمة تلاوته تفصيا: تخلصا وتفلتا، يقال تفصيت من الشيء تفصيا إذا تخلصت وخرجت منه.
العقل: بضمتين جمع عقال بكسر العين وهو الحبل يشد في ركبه البعير.
[الشرح:]
القرآن هو قانون شريعتنا الإسلامية؛ وقاموس لغتنا العربية وقدوتنا وإمامنا في حياتنا؛ به نهتدي وإليه نحتكم وبأوامره ونواهيه نقتدي، وعند حدوده نقف، سعادتنا في سلوك سننه واتباع مناهجه. وشقوتنا في تنكب تعاليمه والبعد عن شرعته، ومن الواجب أن نتعهده ونتفقده بالحفظ ومداومة التلاوة والمدارسة حتى لا ينسى.
ولقد شبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بالبعير الذي يخشى منه الشراد فما دام تعاهده بالعقال أمن نفوره؛ أما إذا أهمل شرد وند وصار من الصعب إمساكه ورياضته.
وكذلك القرآن فمتى كان المسلم شديد العناية به لا يترك تعاهده بالتلاوة بل يجعله سميره في خلوته وجليسه في وحدته ومؤنسه في وحشته، لا يستبدله بلغو القول فيما لا يفيد، دام حفظه وطال مقامه، أما إذا أهمل شأنه وشغلته الصوارف عنه نسيه، وكلما طال العهد بتركه ازداد نسيانا؛ ووجد مشاقّا جسيمة في استعادة حفظه وثقل عليه استدراكه.
(١) رواه البخاري في كتاب: فضائل القرآن، استذكار القرآن وتعاهده (٥٠٣٣) . ورواه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول: نسيت آية كذا و ... (١٨٤١) .