للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذ نفوسهن في حصن من العفاف، وتقال للحرائر «١» ، وللمتزوجات لأن الحرية والزواج من دواعي العفة، والابتعاد عن الفاحشة. والغافلات: اللاتي لم تخطر الفاحشة على بالهن لطهارة قلوبهن. فهن ساهيات عن المنكر.

[والشرح:]

الحسنات درجات. والسيئات درجات فما كان من الحسنات نفعه كبيرا كان ثوابه عند الله عظيما. وما كان نفعه دون ذلك كان ثوابه أدنى وما كان من السيئات ضرره بليغا فهو الكبيرة الموبقة «٢» والفاحشة المهلكة. وما كان ضرره دون ذلك فهو الصغيرة التي يكفرها مجانبة الكبيرة.

وفي هذا الحديث أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باجتناب السبع الموبقات وليس الغرض حصر الموبقات في هذه السبع. بل الغرض التنبيه بها إلى أمثالها. أو ما زاد فحشه عن فحشها. كالزنى والسرقة والغلول- الخيانة في الغنيمة- والعقوق. واليمين الغموس.

والإلحاد في الحرم «٣» ، وشرب الخمر، وشهادة الزور والنميمة، ونكث البيعة «٤» ، وفراق الجماعة، وترك التنزه من البول، والأمن من مكر الله، والقنوط «٥» من رحمته، والاضرار في الوصية والجمع بين الصلاتين من غير عذر. فكل هذه من الجرائم المهلكة. والموبقات المردية. التي جاء فيها الوعيد الشديد بالعذاب الأليم. وهاك بيان السبع.

[فأولاها الشرك:]

وهو أكبر الذنوب. وفيه يقول الله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ «٦» ، وقد فصلت ذلك في الحديث (٣١) .

[ثانيتها السحر:]

وهو حوب «٧» كبير، ووزر عظيم، لأن فيه تلبيسا وتعمية وسترا للحقائق، ووضع غشاء على الأبصار، وإضلالا للعامة وزلزالا لعقيدتهم في ترتب المسببات على أسبابها. والنتائج على مقدماتها، فإن كان من سبله الإتصال


(١) الحرائر: ج حرة: الخالصة من الرق.
(٢) الموبقة: المهلكة.
(٣) الإلحاد في الحرم: ألحد في الحرم: استحل حرمته وانتهكها.
(٤) نكث البيعة: نقضها ونبذها.
(٥) القنوط: قنط: يئس.
(٦) سورة النساء، الآية: ١١٦.
(٧) الحوب: الإثم.

<<  <   >  >>