للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجتمع الإنساني من هؤلاء التابعين فما فعلوه من الطيبات كأنه هو الذي فعله فله جزاؤه موفورا. وكذلك داعي الضلالة كأنه الذي ارتكب جرائم تابعيه فعليه عقاب ما اجترموا.

والحديث فيه ترغيب عظيم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو وظيفة الرسل والمصلحين كما فيه إنكار شديد وويل عظيم للذين يضلون الناس عن طريق الحق ويزينون لهم اجتراح السيئات أولئك الذين يخرجون على إجماع المسلمين ويلبسون الحق بالباطل ليضلوا عن سبيل الله ويفرقوا الكلمة ويشتتوا الجمع زاعمين أنهم مجددون باحثون والله يعلم أنهم ما الخير قصدوا ولا الفهم والحق طلبوا، فكن للخير داعيا، وعن الشر منفرا وفي كنف «١» الجماعة مستظلا.

٨٥- باب: وصف المؤمن

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء» . [أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه «٢» ] .

[اللغة:]

الطعان: الذي يقدح «٣» في الأعراض، واللعان: السباب الشتام، واللعن من الله الإبعاد من الرحمة. والفاحش: الذي ينطق بهجر الكلام وقبيحه، وكذلك البذيء الذي يسف في القول ويخرج فيه عن دائرة الأدب وهو من البذاء بمعنى:

الكلام القبيح.

[الشرح:]

المؤمن طهّر الإيمان قلبه ودفعه إلى الخير وسما به عن الدنيا، عفّ اللسان فلا يقول إلا جميلا وطاهر السريرة «٤» ولا يعمل إلا حسنا.


(١) الكنف: الجانب.
(٢) رواه الترمذي في كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في اللعنة (١٩٧٧) . رواه الحاكم (١/ ١٢) .
(٣) يقدح: يعيب.
(٤) السريرة: ما يكتم ويسر.

<<  <   >  >>