صدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث «فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» .
١١٩- باب: فضل الصدقة والاستعفاف عن السؤال
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اليد العليا خير من اليد السّفلى وابدأ بمن تعول» . [رواه البخاري ومسلم «١» ] .
[اللغة:]
اليد العليا: اليد المتصدقة المنفقة. اليد السفلى: اليد الآخذة تعول:
يكون في عيالك وتلزمك نفقته.
[الشرح:]
من أفضل نعم الله على عبده سعة الرزق وبسطة المال، وخير المال ما وقى به المرء نفسه ذل السؤال، وحفظ به ماء وجهه؛ فمن عرف لنفسه حقها، وبغي لها السعادة دأب وسعى في تحصيل ما يوفر كرامته ويغنيه عن سؤال الناس وجعل له يدا عندهم، ولم يجعل لأحد عليه فضلا، وأما من رضي بالهوان وقنع بالدوان، واستطاب الراحة والدعة لا يبالي أن يعرض أديم وجهه للامتهان ولا يؤلمه أن تستباح كرامته، وتراق على ما في أيدي الناس عزته وإباؤه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم يرغبنا في السعي لجلب الرزق من طرقه المشروعة وليكون لنا فضل التصدق على البؤساء والمعوزين ولا نكون ممن يمدون أيديهم لسؤال الناس ويقنعون بما يلقى إليهم من فتات الموائد، ويحثنا على الإنفاق في سبيل الخير مما أفاء الله علينا: وأن نبدأ بذوي القربى منا ومن تلزمنا نفقتهم حتى يكون ثواب الصدقة مضاعفا وأجرها عظيما.
١٢٠- باب: التحلل من المظالم في الدنيا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده
(١) رواه البخاري في كتاب: الزكاة، باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى (١٤٢٧) مطولا. ورواه مسلم في كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى و.. (٢٣٨٣) .