للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجناح «١» ضعيفي المنة. لا يقدرون على دفع عوادي الأيام وكلب «٢» الزمان.

زد على ذلك أيضا أن الإبطاء في الزواج يزيد في كثرة الفتيات العانسات «٣» ويفوت عليهن زمن نضرتهن، وجني ثمارهن في إبانه وليس لهن القوة على مدافعة الشهوة كالرجال فتطغى عليهن وتجبرهن على سلوك طريق الغواية والفساد وهناك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، من اختلاط الأنساب وانتهاك حرمة الأعراض وتمزيق ثوب الحياء، والاستهتار بما يزيل الكرامة ويذل الشرف والعزة ويقضي على الإباء والمروءة والنخوة «٤» .

وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم العلاج لغير القادر على الزواج وهو الصوم فإنه يكسر الشهوة ويقتل الميل والرغبة في النساء لأنه يضعف البدن وينقص من الدم الذي يبعث الحرارة والقوة فتقل دوافع الشهوة وتضمحل «٥» شدتها.

٩٩- باب: استئذان المرأة في الزواج

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنكح الأيّم حتى تستأمر ولا البكر حتّى تستأذن» ، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال:

«أن تسكت» . [رواه الجماعة «٦» ] .


(١) مهيضي الجناح: مكسوري الجناح.
(٢) كلب الزمان: أذاه وشره.
(٣) العانسات: الفتيات الأبكار اللواتي فاتهن سن الزواج.
(٤) النخوة: الحماسة والمروءة.
(٥) تضمحل: تضعف.
(٦) رواه البخاري في كتاب: النكاح، باب: لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاهما (٥١٣٦) . ورواه مسلم في كتاب: النكاح، باب: استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت (٣٤٥٨) . ورواه النسائي في كتاب: النكاح، باب: إذن البكر (٣٢٦٧) . ورواه ابن ماجه في كتاب: النكاح، باب: استئمار البكر والثيب (١٨٧١) بنحوه. ورواه أبو داود في كتاب: النكاح، باب: في الاستئمار (٢٠٩٢) .

<<  <   >  >>