إماما وأخالف: أتخلف أو آتي من الخلف. أو ذهب إلى من تخلف. والتحريق:
المبالغة في الحرق والعرق: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وجمعه عراق، وهو جمع نادر. ويقال: عرقت العظم واعترقته وتعرقته إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك.
وقال الأصمعي: العرق قطعة لحم. والمرماة: ظلف الشاة وقيل ما بين ظلفيها من اللحم. وتطلق المرماة على: سهم صغير غير محدد يتعلم به الرمي وهو أبخس السهام وأدناها.
[الشرح:]
مما شرعه الإسلام أداء الصلوات جماعة في المساجد لحكم بالغة، ومزايا جمة. ذلك أن القيام بها تأليف بين المسلمين وجمع لقلوبهم في أكبر عباده مهذبة للنفوس، مرقية للشعور، مذكرة بالواجب، معلقة الآمال بالكبير المتعال.
وفيها يقف الأمير بجانب الصغير، والغني بجانب الفقير. فتتساوى الرؤوس كما تساوت الأقدام في الصفوف. وإذ ذاك تنسى مظاهر الترف التي كثيرا ما فتنت الناس.
وفيها يتعلمون من الإمام الدّين بطريق عملي أو نظري بما يزودهم به من النصائح عقب الصلوات. وفيها معنى الوحدة. والتمرين على الأعمال المشتركة. والتدريب على مواقف الحرب تحت إمرة قائد واحد. وفي صلاة الجماعة أيضا حركة بالسعي إلى المساجد. فيزول الكسل ويحلو العمل. وفيها سهولة إعلام الناس بالأمور العامة- والحوادث المهمة- إلى غير ذلك من مزاياها.
فلما كانت بهذه المثابة أكد الرسول صلى الله عليه وسلم طلبها، وحتم على الرجال حضورها.
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقسم بمن نفسه بيده، وروحه بقدرته، يتصرف فيها كما يشاء أنه قد همّ وعزم، وقدّر وصمم أن يأمر بعض الناس بإحضار حطب يحطم ويكسر ليسهل اشتعال النار فيه. ثم يؤمر بعض الناس بإحضار حطب يحطم ويكسر ليسهل اشتعال النار فيه. ثم يأمر بالصلاة يؤذن بها المؤذن. ثم يتخير من بين الحاضرين رجلا يؤم الناس في الصلاة نيابة عنه. ويتخلف هو إلى رجال في منازلهم قعدوا عن صلاة الجماعة. وتركوها بلا عزر. فيحرق عليهم بيوتهم بالحطب الذي يحطب. فيذهب الحريق بنفوسهم وأموالهم عقابا لهم على ترك هذه الشعيرة.
ثم أعاد الرسول صلى الله عليه وسلم القسم تأكيدا وتثبيتا، وقال: لو يعلم أحد هؤلاء المتخلفين أن في الذهاب إلى المسجد شيئا حقيرا من متاع هذه الحياة يأكله أو ينتفع به لحضر