الْحَجِّ قَوْلُهُ: (يَلْتَمِسُ) أَيْ: يَطْلُبُ وَيَقْصِدُ أَنْ يَأْتَمَّ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، أَيْ: يَقْتَدِي وَيَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ عَطْفُ تَفْسِيرٍ (اغْتَسِلِي) أَيْ: لِلتَّنْظِيفِ لَا لِلصَّلَاةِ وَالتَّطْهِيرِ وَاسْتَثْفِرِي مِنَ الِاسْتِثْفَارِ، وَهُوَ أَنْ تَشُدَّ فَرْجَهَا بِخِرْقَةٍ لِيَمْنَعَ سَيَلَانَ الدَّمِ (ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْمَدِّ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَرُوِيَ بِضَمِّ الْقَافِ وَهُوَ خَطَأٌ وَهِيَ لُغَةً النَّاقَةُ الَّتِي قُطِعَ طَرَفُ أُذُنِهَا وَهَاهُنَا قِيلَ: اسْمٌ لِنَاقَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَا قَطْعِ أُذُنٍ، وَقِيلَ: بَلْ لِلْقَطْعِ قَوْلُهُ: (حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ) أَيْ: عَلَتْ بِهِ أَوْ قَامَتْ مُسْتَوِيَةً عَلَى قَوَائِمِهَا، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ بَعْدَ تَمَامِ طُلُوعِ الْبَيْدَاءِ لَا فِي أَثْنَاءِ طُلُوعِهِ وَالْبَيْدَاءُ الْمَفَازَةُ وَهَاهُنَا اسْمُ مَوْضِعٍ قَرِيبٍ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ وَجَوَابُ إِذَا قَوْلُهُ: فَأَهَلَّ، وَالْفَاءُ زَائِدَةٌ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [النصر: ٣] فِي جَوَابِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [النصر: ١] وَجُمْلَةُ (قَالَ جَابِرٌ نَظَرْتُ إِلَى) مُعْتَرِضَةٌ (إِلَى مَدِّ بَصَرِي) أَيْ: مُنْتَهَى بَصَرِي، وَأَنْكَرَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ ذَلِكَ، وَقَالَ: الصَّوَابُ مَدَى بَصَرِي بِفَتْحِ الْمِيمِ قَالَ النَّوَوِيُّ: لَيْسَ بِمُنْكَرٍ بَلْ هُمَا لُغَتَانِ وَالْمَدُّ أَشْهُرُ.
قَوْلُهُ: (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) أَيْ: قُدَّامَهُ بَيْنَ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، أَيْ: فَرَأَيْتُ مَا لَا يُحْصَى بَيْنَ رَاكِبٍ وَمَاشٍ وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، أَيْ: وَرَأَيْتُ عَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، أَوْ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مِثْلُ ذَلِكَ وَعَلَى الْأَوَّلِ: مِثْلَ ذَلِكَ بِالنَّصْبِ، وَعَلَى الثَّانِي بِالرَّفْعِ قَوْلُهُ: (وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ. . . إِلَخْ) هُوَ حَثٌّ عَلَى التَّمَسُّكِ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ فِعْلِهِ فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ، قِيلَ: بِالْإِفْرَادِ وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ، بَلْ الْمُرَادُ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ لَا بِتَلْبِيَةِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الشِّرْكِ. لَبَّيْكَ. . . إِلَخْ تَفْسِيرٌ لِمَا قَبْلَهُ بِتَقْدِيرِ قَالَ (بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ) قَالَ الْقَاضِي: كَقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ: لَبَّيْكَ ذَا النَّعْمَاءِ وَالْفَضْلِ الْحَسَنِ، لَبَّيْكَ مَرْغُوبًا إِلَيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ، وَكَقَوْلِ أَنَسٍ: لَبَّيْكَ حَقًّا تَعَبُّدًا وَرِقًّا. قُلْتُ: وَكَقَوْلِ الْقَائِلِ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute