للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى يلتقي من ليس يقضي خروجه ... وليس لمن يهوى إليه وصول وقالت فيه أيضاً:

سلم على ذاك الغزا ... ل الأغيد الحسن الدلال

سلم عليه وقله له: ... يا غل ألباب الرجال

خليت جسمي ضاحياً ... وسكنت في ظل الحجال

وبلغت مني غاية ... لم أدر منها ما احتيالي فبلغ الرشيد ذلك فحلف أنها لا تذكره، ثم تسمع عليه يوماً فوجدها وهي تقرأ في آخر سورة البقرة حتى بلغت قوله تعالى: فإن لم يصبها وابل فما نهى عنه أمير المؤمنين، فدخل الرشيد وقبل رأسها وقال لها: قد وهبت لك طلاً لا منعتك بعد هذا عما تريدين.

وكانت من أعف الناس: كانت إذا طهرت لازمت المحراب، وإذا لم تكن طاهرة غنت.

ولما خرج الرشيد إلى الري أخذها معه، فلما وصلت إلى المرج نظمت قولها:

ومغترب بالمرج يبكي لشجوه ... وقد غاب عنه المسعدون على الحب

إذا ما أتاه الركب من نحو أرضه ... تنشق يستشفي برائحة الكرب وغنت بهما، فلما بلغ الرشيد الصوت علم أنها قد اشتاقت إلى العراق وأهلها، فأمر بردها.

ومن شعرها:

إني كثرت عليه في زيارته ... فمل والشيء مملول إذا كثرا

ورابني منه أني لا أزال أرى ... في طرفه قصراً عني إذا نظرا وقالت:

كتمت اسم الحبيب عن العباد ... ورددت الصبابة في فؤادي

<<  <  ج: ص:  >  >>