للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فواشوقي إلى ناد خلي ... لعلي باسم من أهوى أنادي وقالت:

خلوت بالراح أناجيها ... آخذ منها وأعاطيها

نادمتها إذ لم أجد صاحباً ... أرضاه أن يشركني فيها وهذا يشبه قول أبي النواس:

على مثلها مثلي يكون منادمي ... وإن لم يكن مثلي خلوت بها وحدي وقالت:

بني الحب على الجور فلو ... أنصف المعشوق فيه لسمج

ليس يستحسن في حكم الهوى ... عاشق يحسن تأليف الحجج

وقليل الحب صرفاً خالصاً ... هو خير من كثير قد مزج وقالت عريب المغنية: أحسن يوم (١) مر بي في الدنيا وأطيبه يوم اجتمعت فيه مع إبراهيم بن المهدي وأخته علية، وعندهم أخوهم يعقوب، وكان من أحذق الناس بالزمر، فبدأت علية فغنتهم من صنعتها في شعرها، وأخوها يعقوب يزمر عليها:

تحبب (٢) فإن الحب داعية الحب ... وكم من بعد الديار متوجب القرب

تبصر فإن حدثت أنا أخا هوى ... نجا سالماً فارج النجاة من الحب

وأطيب أيام الفتى يومه الذي ... يروع بالهجران فيه وبالعتب

إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى ... فأين حلاوات الرسائل والكتب وغنى إبراهيم وزمر عليه يعقوب:


(١) ر: يوماً.
(٢) ر: تجنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>