للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقام زوج ليلى متعجباً منه مغموماً عليه.

ومن شعر المجنون (١) :

أيا جبلي نعمان بالله خليا ... سبيل الصبا يخلص إلي نسيمها

أجد بردها أو تشف مني حرارة ... على كبد لم يبق إلا صميمها

فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت ... على نفس مهموم (٢) تجلت همومها ومنه، وبه سمي المجنون (٣) :

يقول أناس عل مجنون عامر ... يروم سلواً قلت إني لما بيا

وقد لامني في حب ليلى أقاربي ... أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا

يقولون ليلى أهل بيت عداوة ... بنفسي ليلى من عدو وماليا

خليلي لا والله لا أملك البكا ... إذا علم من أرض ليلى بدا ليا

قضاها لغيري وابتلاني بحبها ... فهلا بشيء غير ليلى قضى ليا فسلب عقله.

ومن شعره (٤) :

جرى السيل فاستبكاني السيل إذ جرى ... وفاضت له من مقلتي غروب

وما ذاك إلا حين أيقنت أنه ... يمر بواد أنت منه قريب

يكون أجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقى نشركم فيطيب

أظل غريب الدار في أرض عامر ... ألا كل مهجور هناك غريب

وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى ... إلي وإن لم آته لحبيب

ولا خير في الدنيا إذ أنت لم تزر ... حبيباً ولم يطرب إليك حبيب


(١) الديوان: ٢٥١.
(٢) الديوان: محزون.
(٣) الديوان: ٣٠٦.
(٤) الديوان: ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>