للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يبق لي أمل إلا وقد بلغت ... نفسي أقاصيه براً بي وإنعاما

لأفتحن بها والله يقدر لي ... مصانعاً (١) أعجزت من قبل بهراما

تعطي الأقاليم من لم يبد مسألة ... له فلا عجب إن تعط أقلاما وكان قد طالع المستعصم في شخص من أمراء الجبل يعرف بابن شرف شاه وقال في آخر كلامه " وهو مدبر " فوقع المستعصم له:

ولا تساعد أبداً مدبراً ... وكن مع الله على المدبر فكتب ابن العلقمي أبياتاً في الجواب منها:

يا مالكاً أرجو بحبي له ... نيل المنى والفوز في المحشر

أرشدتني لا زلت لي مرشداً ... وهادياً من رأيك الأنور

أبنت لي بيت هدى (٢) قلته ... عن شرف من بيتك الأطهر

فضلك فضل ما له منكر ... ليس لضوء الشمس من منكر

أن يجمع العالم في واحد ... ليس على الله بمستنكر اشتغل بالحلة على عميد الرؤساء أيوب، وعاد إلى بغداد وأقام عند خاله عضد الدين أبي نصر المبارك ابن الضحاك، وكان أستاذ الدار.

ولما قبض على مؤيد الدين القمي - وكان أستاذ الدار - فوضت (٣) الأستاذ دارية إلى شمس الدين ابن الناقد، ثم عزل وفوضت الأستاذ دارية إلى ابن العلقمي، فلما توفي المستنصر بالله وولي الخليفة المستعصم وتوفي ابن الناقد وزر ابن العلقمي، وكان قد سمع الحديث واشتغل على أبي البقاء العكبري.

وحكي أنه لما كان يكاتب التتار تحيل إلى أن أخذ رجلاً وحلق رأسه


(١) الوافي: مصاعباً.
(٢) المطبوعة: بيتاً متى.
(٣) المطبوعة: فرضت، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>