للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن بماء البئر راح بنقله ... قتلته شا مات (١) بموت جارف وبعث الصاحب تاج الدين إلى السراج، وقد ولد له ولد، صلة وثلثاً حريرياً، وكتب مع ذلك أبياتاً خمسة أولها:

بعثت بها وبالثلث الرفيع ... فأجابه الوراق بأبيات أولها:

سرت من جانب العز الرفيع ... إلي بطيب أنفاس الربيع

مصرعة كأني اليوم منها ... ولجت على حبيب والصريع

دعونا الخمسة الأبيات ستاً ... لسبع علقت فوق الجميع

فدينا من هباتك مذهبات ... كأن بحوكها (٢) قطع الربيع

تزيد بلمس كفك حسن وشي ... كحسن الروض بالغيث المريع (٣)

بها أحييت للنفساء نفساً ... ولي معها وللطفل الرضيع

وقد سمنت كيسي بعد ضعف ... به التقت الضلوع مع الضلوع وحكي أنه أضاف جده يوماً ووسع في الضيافة، فلما عاد جده إلى بيته أخذ الناس يتعجبون من همته وكرم نفسه؛ فقال الصاحب بهاء الدين: ليس ما ذكرتموه بعجيب، لأنه نفسه " كريمة ومكنته " (٤) متسعة، والعجيب العجيب كونه طول هذا النهار وما أحضره من المشروب والمأكول من الطعام والفاكهة والحلوى وغير ذلك على اختلاف الأنواع ما قام من مكانه، ولا دعا خادماً " فأسر إليه " ولا أشار إليه بيده ولا طرفه. وقيل إن الناس تعجبوا على كثرتهم من شربهم الماء المبرد في كيزان عامة نهارهم، فسئل عن ذلك فيما بعد


(١) المطبوعة: شومات؛ والمراد، شاه مات، حسب ما يقال في لعب الشطرنج.
(٢) الوافي: محوكها.
(٣) الوافي: الهموع.
(٤) زيادة من الوافي.

<<  <  ج: ص:  >  >>