للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشجاعي وعتوه وتمكنه من السلطان.

وكان له شعر حسن، فمن ذلك ما كتبه إلى الشراج الوراق في حمار سقط

في بئر فمات:

يفديك جحشك إذ مضى متردياً ... وبتالد يفدى الأديب وطارف

عدم الشعير فلم يجده ولا رأى ... تبناً وراح من الظما كالتالف

ورأى البويرة غير خاف ماؤها ... فرمى حشاشة نفسه لمخاوف

فهو الشهيد لكم بوافر فضلكم ... هذي المكارم لا حمامة خاطف (١)

قوم يموت حمارهم عطشاً لقد ... أزروا بحاتم في الزمان السالف وأجابه الوراق بقصيدة على وزنها في غاية الحسن، أولها:

أدنت ثمار قطوفها (٢) للقاطف ... وثنت بأنفاس النسيم معاطفي ومنها في ذكر الحمار:

ولكم بكيت عليه عند مرابع ... ومراتع رشت بدمعي الذارف

يمشي على عسري ويسري صابراً ... بمعازف (٣) تلهيه دون معالف

وقد استمر على القناعة يقتدي ... بي وهي في ذا الوقت جل وظائفي

ودعاه للبئر الصدى فأجابه ... واعتاقه صرف الحمام الآزف

وهو المدل بألفة طالت وما ... أنسي حقوق مرابعي ومآلفي

ومواقفي في كل ما حاولته ... في الدهر غير مواقفي ومخالفي

دوران ساقية لطاحون ونق ... ل الماء في شات ويوم صائف


(١) قال الصفدي: قوله لاحمامة خاطف، أشار إلى أبيات ابن عنين التي مدح بها الإمام فخر الدين الرازي، وقد جاءت حمامة فدخلت حجره هرباً من جارح كان خلفها؛ قلت: وذلك في قول ابن عنين:
(٢) الوافي: قطوف ثمارها.
(٣) الوافي: بمعارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>