للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جئت وفي عطفيك منهم شذاً ... يسكر من خمر هواه العذول

يكفيك تشريفاً رسول الرضى ... أنك للعشاق فيهم رسول

حللتم قلبي وهو الذي ... يقول في دين الهوى بالحلول وقال أيضاً:

وأبيك لم يخفق حشاي وإنما ... طرباً بأودية العقيق يصفق

بالله قولوا من أكون لديهم ... حتى أرى بهواهم أتعشق

نطق الغرام بحالهم لما رأى ... أن اللسان بحاله لا ينطق

لا يدعي فيه الفؤاد خفوقه ... فوشاح من أهوى لعمري أخفق وقال أيضاً:

ودوح بدت معجزات له ... تبين عليه وتدعو إليه

جرى النهر حتى سقى غصنه ... فمال يقبل شكراً يديه

وكف الصبا ضيعت (١) حليه ... فأضحى الحمام ينادي لديه

كساه الأصيل ثياب الضنى ... فحل طبيب الدياجي لديه

وجاء النسيم له عائداً ... فقام له لاثماً معطفيه وقال أيضاً (٢) :

خبر بأنفاس النسيم معطر ... وافى إلي فظلت منه أسكر

لله ما أحلى شمائله التي ... جاء النسيم بعرفها يتبختر

وافى وما في القوم من يدري به ... إلا فتى في حبه متنكر

تتلى أحاديث الغرام بقلبه ... ولسانه عما به يستخبر

حتى إذا غنى له الحادي بهم ... وسرى له من نشر ليلى العنبر


(١) المطبوعة: صبغت، والتصويب عن الوافي.
(٢) من هنا حتى نهاية الترجمة لم يرد في الوافي.

<<  <  ج: ص:  >  >>