للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هز المعاطف ثم راح مولهاً ... نشوان في ذيل الصبا يتعثر

متهتكاً في العاشقين كما ترى ... يبدي الذي يخفيه منه ويضمر

سلطان حبي فيك أرسل أدمعاً ... أمست بأخبار الغرام تخبر

فقرأت منها في صحيفة وجنتي ... ما لا وعينك باللسان تعبر

نزلوا حديقة مقلتي أو ما ترى ... أغصان أهدابي بدمعي تزهر؟

لا أقفرت تلك المنازل منهم ... أبداً وربع الصبر منهم مقفر وقال أيضاً:

يا رعى الله عيشنا روض ... حيث مال السرور فيه نميل

تحسب النهر عنده يتثنى ... وتخال الغصون فيه تسيل وقال أيضاً:

أهيل الحي هل علم الفريق ... بأني فيكم صب مشوق

نعم علموا وذاك لأن دمعي ... غداة البين سال به الطريق

أتأتون الحجاز وما علمتم ... بأن القلب بيتكم العتيق؟

وألفاظي العذيب وفي ضلوعي ال ... حمى ودموع مقلتي العقيق وقال أيضاً:

لي حبيب عن حبه لا أحول ... إن شرح الغرام فيه يطول

قال لي عاذلي: تناس هواه ... قلت: أنسى يا عاذلي ما تقول

ولعمري لقد نسيت فقل لي ... أنت فيه مساعد أم عذول؟

لو ضللنا في فترة من هواه ... لهدانا من مقلتيه رسول وقال أيضاً:

قم فاسقنيها وجيش الليل منهزم (١) ... والصبح أعلامه محمرة العذب


(١) أورد في النفح روايتين: وثغر الصبح مبتسم (وهذه رواية الزركشي) وليل الهم منهزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>