للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلا طلعة كالروض دبجة الحيا ... ترف بماء الحسن فيه أزاهر

وشهر خداً بالعذار مطرزاً ... فما الفؤاد لم يهم في عاذر

فإن صاد قلبي طرفه فهو جارح (١) ... وإن فتنت آياته فهو ساحر (٢)

إذا كان صبري في الصبابة خاذلاً ... فمالي سوى دمعي على الشوق ناصر

على أن يفيض الدمع لم يرو غلة ... من الوجد أذكتها العيون الفواتر وقال أيضاً يتشوق إلى دمشق (٣) :

لعل سنا برق الحمى يتألق ... على النأي أو طيفاً لأسماء يطرق

فلا نارها تبدو لمرتقب ولا ... وعود الأماني الكواذب تصدق

وعل رياح الهوج تهدي لنازح ... عن الشام عرفاً كاللطيمة يعبق

ديار قضينا العيش فيها منعماً ... وأيامنا تحنو علينا وتشفق

سحبنا بها برد الشباب وشربنا ... لذيذ كما شئنا مصفى مصفق

مواطن فيها السهم سهمي فكلنا ... نحث مطايا اللهو فيه ونعنق

كلا جانبيه معلم متجعد ... من الماء في أطلاله يتدفق

إذا الشمس حلت متنه (٤) فهو مذهب ... وإن حجبتها دوحه فهو أزرق

وإن فرج الأوراق جادت بنورها ... فرقم أجادته الأكف منمق

أطل عليه الشمس قبل غروبها ... وترجف إجلالاً له حين تشرق

وتصفر من قبل الأصيل كأنها ... محب من البين المشتت مشفق

وفي النيرب المرموق للب سالب ... من المنظر الزاهي وللطرف مونق

بدائع من صنع القديم ومحدث ... تألق فيه المحدث المتأنق


(١) المطبوعة: ساحر؛ وأثبت ما عند الزركشي والوافي في هذه القراءة والتي تليها.
(٢) المطبوعة: فاتر.
(٣) لم ترد هذه القصيدة في الوافي والزركشي.
(٤) المطبوعة: بينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>