للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعاقب في الظهور وما ولدنا ... ويذبح في حشا الأم الحوار

ونخرج كارهين كما دخلنا ... خروج الضب أخرجه الوجار

وكانت أنعماً لو كان كوناً ... نشاور قبله أو نستشار

وما أرض عصته ولا سماء ... ففيم يغول أنجمها انكدار ومثل هذه للبحتري (١) :

أناة أيها الفلك المدار ... أنهب ما تطرف أم جبار

ستفنى مثل ما تفني وتبلى ... كما تبلي فيدرك منك ثار

وما أهل المنازل غير ركب ... مطاياهم رواح وابتكار

لنا في الدهر آمال طوال ... نرجيها وأعمار قصار

وأهون بالخطوب على خليع ... إلى اللذات ليس لها عذار

فآخر يومه سكر تجلى ... غوايته وأوله خمار ومن شعر أبي علي ابن الشبل:

وكأنما الإنسان في غيرة ... متكوناً (٢) والحسن فيه معار

متصرف وله القضاء مصرف ... ومكلف وكأنه مختار

طوراً تصوبه (٣) الحظوظ وتارة ... حظ تحيل صوابه الأقدار

تعمى بصيرته وتبصر بعدما ... لا يسترد الفائت استبصار

فتراه يؤخذ قلبه من صدره ... ويرد فيه وقد جرى المقدار

فيظل يضرب بالملامة نفسه ... ندماً إذا لعبت به الأفكار

لا يعرف التفريط في إيراده ... حتى يبينه له الإصدار وقال أيضاً:


(١) ديوان البحتري: ٩٥٩.
(٢) المطبوعة: متلوناً.
(٣) المطبوعة: به تصبو، وأثبت ما في الوافي.

<<  <  ج: ص:  >  >>