للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره:

يا سائق الظعن قف بي هذه الكثب ... عساي أقضي بها ما للهوى يجب

فثم حي حياتي في خيامهم ... فالموت إن بعدوا والعيش إن قربوا

لي فيهم قمر في القلب منزله ... لكن طرفي له بالعبد يرتقب

لدن القوام رشيق القد ذو هيف ... شطر ثاني

شطر أول ... تغار من لينه الأغصان والقضب

حلو المقبل معسول مراشفه ... يجول فيها رضاب طعمه الضرب

لا غرو إن راح نشواناً (١) ففي فمه ... خمر ودر ثناياه لها حبب

ولائم لامني في البعد عنه وفي ... قلبي من الشوق نيران لها لهب

فقلت إن صروف الدهر تصرفني ... عما أروم فمالي في النوى سبب

ومذ رماني زماني بالبعاد ولم ... يرحم خضوعي ولما يبق لي نشب ولما توفي إلى رحمة تاريخ رثاه الشيخ جمال الدين ابن نباتة بقصيدة أولها (٢) :

بلغا القاصدين أن الليالي ... قبضت جملة العلا بالكمال

وقفا في مدارس العقل والنق؟ ... ل ونوحاً معي على الأطلال

سائلها عسى يجيب صداها ... أين ولي مجيب أهل السؤال

أين ولي بحر العلوم وأبقى ... بين أجفاننا الدموع لآلي

أين ذاك الذهن الذي قد ورثنا ... عنه ما في الحشا من الاشتعال (٣)

أين تلك الأقلام يوم انتصار ... كعوالي الرماح يوم النزال

ينقل الناس عن حديث هداها ... طرق العلم عن متون العوالي

وتفيد الجنى من اللفظ حلواً ... حين كانت نوعاً من العسال


(١) ص: نشوان.
(٢) ديوان ابن نباتة: ٤٠٥.
(٣) ص: الاشتغال.

<<  <  ج: ص:  >  >>