يميناً لقد بالغت فهي مروءة ... كعادتك الحسنى ولست تلام
فلا تخش من نصر فليس بضائر ... إذا ما تراضوا ما عليك أثام
وذكرتني عهد النظاميّة الذي ... أفاد المنى والمنكرون نيام
ولم أنس بالمستنصريّة أنسنا ... على الأنس في دار السلام سلام
سقى نهر عيسى والمحول والحمى ال؟ ... رصافيّ والكرخ المنيع غمام
وعيشك ما ذكري لعيشي بها أسىً ... ووجد ولا بي لوعة وغرام
ولكنّ لي قلباً له أريحيّة ... وذكر لمن فارقته وذمام ومن شعر سيف الدين السامري:
أترى وميض البارق الخفاق ... يهدي إلى أهل الحمى أشواقي
ولعلّ أنفاس النسيم إذا سرى ... يحكي تحيّة مغرم مشتاق
أحبابنا ما آن بعد فراقكم ... أن تسمحوا لمحبكم بتلاق
بنتم فضنّت بالرقاد نواظري ... أسفاً وجادت بالدّموع مآقي
أجريت من جفني على أطلالكم ... دمعاً غدا وقفاً على الإطلاق
أتراكم ترعون صبّاً رعتم ... أحشاءه بقطيعةٍ وفراق
بين الدّموع وحرّ نار جوانحي ... عذّبت بالإغراق والإحراق
بالله يا ريح الشّمال تحمّلي ... واقري سلام الواله المشتاق
وإذا مررت على الدّيار فبلّغي ... أهل الكثيب بكلّ ما أنا لاقي
فهناك لي رشأ أغنّ مهفهفٌ ... يصمي القلوب بأسهم الأحداق
متمنّعٌ من قدّه بمثقّف ... ومن الجفون بأسهمٍ ورقاق
فإذا انثنى فضح القنا وإذا رنا ... سفكت لواحظه دما العشاق
ويزين غصن القدّ منه شعره ... وكذا الغصون تزان بالأوراق ومن شعره في ابن المقدسي لما حبس بالعذراوية (١) :
(١) العذراوية مدرسة أنشأتها الست عذراء بنت أخي صلاح الدين الأيوبي داخل باب النصر بدمشق، وكانت وقفاً على الشافعية والحنفية (الدارس ١: ٣٧٣) .