للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ابن الحلاوي:

كالطامع في منال قرص الشمس ... وأنشده بعض الأفاضل لغزاً في شبابة:

وناطقة خرساء بادٍ شحوبها ... تكنفها عشرٌ وعنهنّ تخبر

يلذّ إلى الأسماع رجع حديثها ... " إذا سدّ منها منخرٌ جاش منخر " (١) فأجابه في الوقت:

نهاني والنهى والشيب عن وصل مثلها ... " وكم مثلها فارقتها وهي تصفر " (٢) وسئل أن ينظم أبياتاً تكتب على مشط للملك العزيز محمد صاحب حلب، فقال:

حللت من الملك العزيز براحةٍ ... غدا لثمها عندي أجلّ الفرائض

وأصبحت مفترّ الثنايا لأنّني ... حللت بكفّ بحرها غير غائض

وقبلت سامي كفه بعد خده ... فلم أخل في الحالين من لثم عارض وقال، وهو مشهور عنه:

جاء غلامي وشكا ... أمر كميتي وبكى

وقال لي لا ش؟ ... ك برذونك قد تشبكا

قد سقته اليوم فما ... مشى ولا تحركا

فقلت من غيظي له ... مجاوباً لما حكى

تريد أن تخدعني ... وأنت أصل المشتكى

ابن الحلاويّ أنا ... خلّ الرياء والبكا


(١) عجز بيت لتأبط شراً، وصدره " فذاك قريع الدهر ما عاش حول ".
(٢) عجز بيت آخر لتأبط شراً، وصدره " فأبت إلى فهم وما كدت آيباً ".

<<  <  ج: ص:  >  >>