ولا تخادعني ودع ... حديثك المعلّكا
لو أنّه مسيّرٌ ... لما غدا مشبكا
فمذ رأى حلاوة ال؟ ... ألفاظ منّي ضحكا وكتب إلى القاضي محيي الدين ابن الزكي يصف خطه:
كتبت فلولا أنّ هذا محلّلٌ ... وذاك حرامٌ قست خطك بالسّحر
فوالله ما أدري أزهر خميلةٍ ... بطرسك أم درٌّ يلوح على نحر
فإن كان زهراً فهو صنع سحابةٍ ... وإن كان درّاً فهو من لجّة البحر وقال يمدح الملك الناصر داود صاحب الكرك:
أحيا بموعده قتيل وعيده ... رشأ يشوب وصاله بصدوده
قمرٌ يفوق على الغزالة وجهه ... وعلى الغزال بمقلتيه وجيده
يا ليته يعد الصدود فإنّه ... ما زال ذا لهج بخلف وعوده
يفترّ عن عذب الرضاب، حياتنا ... في ورده والموت دون وروده
بردٌ يذيب ولا يذوب وإنّما ... أدنى زفير الوجد عذب بروده
لم أنسه إذ جاء يسحب برده ... والليل يخطر في فضول بروده
والصبح مأسورٌ أجدّ لأسره ... جنح الظلام تأسفاً لفقيده
واللّيل يرفل في ثياب حداده ... والصبح يرسف في فضول حديده
ولذاك لم تنم الجفون مخافةً ... من أن يعاني الصبح فكّ قيوده
بمدامة صفراء يحمل شمسها ... بدر يغير البدر عند سعوده
كأسٌ كأن مدامها من ريقه ... وحبابها من ثغره وعقوده
ما زال يرشفنا شقيقة ريقه ... طيباً ويلثمنا شقيق خدوده
حتى تحكم في النجوم نعاسها ... والتذّ كلّ مسهدٍ بهجوده
ورأى الصباح تخلصاً من أسره ... فأتى يكرّ على الدجى بعموده
قمرٌ أطاع الحسن سنّة وجهه ... حتى كأن الحسن بعض عبيده