وقلت لهم قلبي لديكم وديعة ... يسافر معكم فاحفظوا لي وديعتي
عسى تسمح الأيام تجمع بيننا ... وترجع أوطاري ولذاتي التي
ويطرب سمعي من لذيذ حديثكم ... وتنظر عيني أنجمي وأهلتي وقال أيضاً:
أنوح إذا الحادي بذكركم غنى ... وأبكي إذا ما البرق من نحوكم عنا
وكيف شكا قلبي تداويت باسمكم ... ونعم الدوا أنتم على قلبي المضنى
بكم ولهي لا بالعذيب ولا النقا ... وأنتم مرادي لا سعاد ولا لبنى
لقد عاش من أنتم من العمر حظه ... ومات الذي في غيركم عمره يفنى
يلد لي الليل الطويل بذكركم ... فما أطيب الليل الطويل إذا جنا
أحبتنا أين المواثيق بيننا ... زمان خلونا الحمى وتعاهدنا
ظنناكم للعمر ذخراً وعدة ... فيا قرب ما خيبتم بكم الظنا
سمعتم من الأعدء قولهم بنا ... ومن أجل ما قالوا تغيرتم عنا
تغيرتم عنا بصحبة غيرنا ... وأظهرتم الهجران، ما هكذا كنا
واقسمتم أن لا تحولوا عن الوفا ... فحلتم عن العهد القديم وما حلنا
أأحبابنا ما كان أهنأ عيشنا ... ولكنه ولى كطيف بدا وهنا
مررنا على أوطانكم بعد بعدكم ... فمذ نحن شاهدنا أماكنكم نحنا
ولما تخيلنا جمالكم بها ... وقفنا على تلك الديار وسلمنا
سلام على العيش الذي بكم مضى ... فما كان أشهاه لدي وما أهنا
ليالي كان الدهر معنا موافقا ... فلما نأيتم ما رأيت له معنى
لئن عاد ذاك العيش يا سادتي بكم ... وعدنا إلى تلك الديار كما كنا
غفرت لأيامي جميع ذنوبها ... وقلت لك الإنعام عندي والحسنى وقال أيضاً:
بدا البرق من حزوي فهاج حنينه ... وهبت صبا نجد فزاد أنينه