للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقري المنية أرواح الكماة كما ... يقري الوحوش (١) شحوم الكوم والبزل

يكسو السيوف نفوس (٢) الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذيل

يغدو فتغدو المنايا في أسنته ... شوارعاً تتحدى الناس بالأجل

إذا طغت فئة عن غب طاعتها ... عبى لها الموت بين البيض والأسل

قد عود الطير عادات وثقن بها ... فهن يتبعته في كل مرتحل

تراه في الأمن في درع مضاعفة ... لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل

جافي الجفون صحيح الطرف (٣) همته ... فك العناة وأسر الفاتك الحطل

لا يعبق الطيب عينيه ومفرقه ... ولا يمسح عينيه من الكحل

إذا انتضى سيفه كانت مسالكه ... مسالك الموت في الأبدان والقلل

وإن خلت بحديث النفس فكرته ... حي الرجاء ومات الخوف من وجل

كالليث إن هجته فالموت راحته ... لا يستريح إلى الأيام والدول

إنا لحوادث لما رمن هضبته ... أزمعن عن جار شيبان بمنتقل

والدهر يغبط أولاه أواخره (٤) ... إذا لم يكن كان في أعصاره الأول

لا تكذبن فإن المجد معدنه ... وراثة في بني شيبان لم يزل

إذا الشريكي (٥) لم يفخر على أحد تكلم ... الفخر عنه غير منتحل

الزائديون (٦) قوم في رماحهم ... خوف المخيف وأمن الخائف الوجل

سلوا السيوف فأغشوا من يحاربهم ... خبطاً بها غير تعذير ولا وكل (٧)

كبيرهم لا تقوم الراسيات له ... حلماً وطفلهم في هدي مكتهل


(١) الديوان: الضيوف.
(٢) الديوان: دماء.
(٣) الديوان: صافي العيان طموح العين.
(٤) ص: وآخره.
(٥) الشريكي: المسنوب إلى شريك وهو أحد أجداد الممدوح.
(٦) ص: الزائدون.
(٧) الديوان: غير ما نكل ولا وكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>