للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جماعة من إخوانه، وكتب إلى يحيى بن زياد يدعوه بهذه الأبيات (١) :

عندنا الفهمي مس؟ ... رور وزمار مجيد

ومعاذ وعياذ ... وعمير وسعيد

وندامى يعملون ال؟ ... قلز والقلز شديد

بعضهم ريحان بعض ... فهم مسك وعود القلز بالقاف واللام والزي: البدال. فاتاهم يحيى وأقام عندهم.

وبلغت الأبيات المهدي، فضحك منها وقال: تنايك القوم ورب الكعبة.

وخرج مطيع بن غياس ويحيى بن زياد حاجين، فقدما أثقالهما وقال أحدهما للآخر: هل لك أن نصير إلى زرارة فنقصف عنده ليلتنا ثم نلحق أثقالنا؟ فقال: نعم، فما زال ذلك دأبهما حتى انصرف الناس من مكة، فركبا بعيرين وحلقا رؤوسهما ودخلا مع الحاج، فقال مطيع (٢) :

ألم ترني ويحيى إذ حججنا ... وكان الحج من خير التجاره

خرجنا طالبي خير وبر ... فمال بن الطريق إلى زراره

فعاد الناس قد غنموا وحجوا ... وأبنا موقرين من الخساره ومن شعر مطيع (٣) :

ويوم ببغداد نعمنا صباحه ... على وجه حوراء المدامع تطرب

ببيت ترى فيه الزجاج كأنه ... نجوم الدجى بين الندامى تقلب

يصرف ساقينا ويقطب (٤) تارة ... فيا طيبها مقطوبة حين تقطب

علينا سحيق الزعفران وفوقنا ... أكاليل فيها الياسمين المذهب


(١) شعراء عباسيون: ٤٦.
(٢) شعراء عباسيون: ٥٧.
(٣) شعراء عباسيون: ٣٧.
(٤) ص: تصرف ... ونقطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>