كلفت بعلم المنجنيق ورميه ... لهدم الصياصي وافتتاح المرابط
وعدت إلى نظم القريض لشقوتي ... فلم أخل في الحالي من قصد حائط وكتب إليه ناصر الدين ابن النقيب يعتذر إليه:
منعتني من أن أراك خيول ... ضاق صدري بها وضاق السبيل
هي ما بيننا تحول وما ين ... كر تصحيف من يقول تحول
منظر مثلما رأيت مروع ... وسماع كما علمت مهول
مقنب خلف مقنب متوال ... ورعيل يقفوه ثم رعيل
وجمال محملات وقد قا ... بلها مثلها عليها حمول
وبغال تأتي بزبل فتلقا ... ها بغال غشم عليها طبول
ودواب الحلفاء والماء والطي ... ن وقوم ترمي وقوم تشيل
وروايا مؤثرات من الآثا ... ر ما لا يمحي وما لا يزول
كاع فيها الغسال من كثرة الغس ... ل وضاع الصابون والغاسول
وجباة الأسواق بالقرد والد ... ب، وسبع من آخرين وفيل
وصراخ وغاغة وصياح ... وبغيض وغائظ وثقيل
وشحيج (١) مستنكر ونهاق ... ورغاء مزعزع وصهيل
وكسير على يد متوك ... وعلى الكتف آخر محمول
وثياب تخرقت بالمهامي ... ز وباللجم، رفوها مستحيل
ومواعين من غضار وفخا ... ر على أهلها الغضار تسيل
فتراها وقد رجعن شقافاً ... ولأصحابها عليها عويل
وسقوط الأطفال من زحمة الخي ... ل وللأمهات عنها ذهول
ولكم أزمنت حوافرها خل ... قاً كثيراً وكم لهن قتيل
وعليها من لا يخاف علينا ... وإذا قال لا نطيق نقول
(١) ص: وخخيش.