للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبيض وضاح الجبين صحبته ... فأحسن حتى ما أقوم بشكره

إذا خذلتني أسرتي وتقاعدت ... أخلاي عن نصري حباني بنصره

يواصلني في شدتي منه قاطع ... يخفف عني في رخائي بهجره

شددت يدي منه على قائم بما ... أكلفه يلقى الأعادي بصدره

صبور (١) على الشكوى فلو دست خده ... على رقة فيه وثقت بصبره

إذا نابني خطب جليل ندبته ... فيهتز منه مستقل بأمره

يخف غداة الروع مهما نهرته ... فيغرق في بحر العجاج بنهره

ويمضي إذا أرسلته في مهمة ... فما يتلقاني مقيماً لعذره

غدا فاخراً بين الأنام بحده ... وراح أبيّاً عن أبيه بفخره

فغص خلفه إن كنت تؤثر كشفه ... ولا تدّعِ (٢) التقصير عن طوا بحره

فها أنا عنه قد كشفت لأنني ... حلفت له أن لا أبوح بسره وقال في الرمح:

ولي صاحب قد كمّل الله خلقه ... وليس به نقص يعاب فيذكر

عصي ثقيل إن أطيل عنانه ... مطيع خفيف الكل حين يقصر

يسابقني يوم النزال إلى العدا ... فإن لم أوخره فما يتأخر

ويؤمن منه الشر ما دام قائماً ... ولكن إذا ما نام يخشى ويحذر

أنال به في الروع مهما اعتقلته ... مراماً إذا أطلقته يتعذر

تعدى على أعدائه متنصلاً ... إليهم وما أبدى اعتذاراً فيعذر

ترى منه أميّاً إلى الخط ينتمي ... ومعرىً بغزو الروم وهو مزنّر

عجبت له من صامت وهو أجوف ... ومن مستطيل الشكل وهو مدور

ومن طاعن في السنَ ليس بمنحن ... ومن أرعن مذ عاش وهو موقر


(١) ص: صبوراً.
(٢) ص: تدعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>