ففكر إذا ما رمت إفشاء سره ... فها أنا قد أظهرته وهو مضمر وقال في الخيمة:
ومرفوعة منصوبة قد نصبتها ... ولكنه رفع يؤول إلى خفض
تعين على حر الزمان وبرده ... بلا حسب زاك ولا كرم محض
وتصبح للاجي إليها وقاية ... لبعض الأذى الطاري على الجسم لا العرض
تقوم على رجلين طوراً وتارة ... تقوم على رجل بلا عرج منض
إذا حضرت كانت عقيلة خدرها ... وإن تبد لم تلزم مكانا على الأرض
قصدت كريما (١) خيمه ليبينها ... وقصد الكريم الخيم من جملة الفرض يا رافع لواء الأدباء، ودافع لأواء الغرباء، هذا اللغز ممهد موطا، مكشوف لا مغطى، وقد سطر مفردا ومجموعاً، وذكر مقيسا ومرفوعا، إلا أنه قد استخفى وهو مظهر، وأسر وهو مجهر، وتعامى وهو بصير، وتطاول وهو قصير، وتصامم وهو سميع، وتعاصى وهو مطيع، ومثل مولاي من عرف وكره، ولم يعمل فكره، والأمر له علي أمره، وأطال للأولياء عمره.