للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد علقنا سواك علقا نفيسا ... وصرفنا إليه عنك (١) النفوسا

ولبسنا الجديد من خلع الحب ... ولم نأل أن خلعنا اللبيسا

ليس منك الهوى ولا أنت منه ... اهبطي مصر أنت من قوم موسى اشار ابن زيدون إلى قول أبي نواس (٢) :

أتيت فؤادها أشكو إليه ... فلم أخلص إليه من الزحام

فيا من ليس يكفيها خليل ... ولا ألفا خليل كل عام

أظنك من بقية قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام وكانت ولادة تلقب ابن زيدون بالمسدس، وفيه تقول:

ولقبت المسدس وهو نعت ... تفارقك الحياة ولا يفارق

فلوطي ومأبون وزان ... وديوث وقرنان وسارق وقالت فيه أيضاً:

إن ابن زيدون له فقحة ... تعشق قضبان السراويل

لو أبصرت أيراً على نخلة ... صارت من الطير الأبابيل وقالت ترميه بأنه مع فتاه علي على حالة:

إن ابن زيدون على جهله ... يعتبني ظلما ولا ذنب لي

يلحظني شزرا إذا جئته ... كأنني جئت لأخصي علي وقالت تهجو الأصبحي:

يا أصبحي اهنأ فكم نعمة ... جاءتك من ذي العرش رب المنن

قد نلت باست ابنك ما لم ينل ... بفرج بوران أبوها الحسن وتوفيت ولادة بعد الخمسمائة، رحمها الله تعالى.


(١) ص: عنه.
(٢) ديوان أبي نواس ٢: ٨٣ (تحقيق فاغثر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>