إلا أنت، فلما دخل أبو الحسين شرع قطع لهم الرقبة والعرقوب والمراق والعظام والمطاميط، وأصحابه ساكتون لا يكلمونه حتى فرغ، وأخذوا اللحم وقالوا له: أما الرجل فإنه قد خلاه الذم وعداه اللوم لأنه مكنك من اللحم، وأنت فعلت بنا هذا الفعل؟! فقال: بالله اعذروني، فإني لما رأيت نفسي وأنا خلف القرمية والساطور وبيدي السكين جاءتني لأمة الجزارين، وما قدرت أفعل غير ما رأيتم؛ فضحكوا منه.
ومما هجي به رحمه الله تعالى:
ماذا أقول في فتى ... نشء التيوس والبقر
فعاله ذميمة ... وبيته بيت الزفر ومنه:
تعصب للأديب علي قوم ... وما كانوا أولئك في حسابي
كلاب وهو جزار ولكن ... به قطعت أذناب الكلاب ومنه:
قل لوزير الملك لا تطرح ... أمر امرىء أعيا بك العتب
وازجر عن الجزار نفسا فقد ... تجني به ذنبا ولا ذنب
لا تأمنن ثلب الورى إن يكن ... قربه من بابك الثلب
ولا تجالس طرفا نازلا ... قد طالما جالسه الكلب وفيه يقول قطب الدين عمر الواعظ:
الشاعر الجزار مات ... فبئس ما ضم التراب
قد وافق العقلاء ربهم ... عليه فهم غضاب
ولبخله بالعظم ... ما حزنت لموتته الكلاب وقال فيه مجاهد الخياط: