وقد أبلت السبعون برد شبيبتي ... فأضحى بتكرار الأهلة منهجا
وعندي حاجات بها الله عالم ... أبيت بها من كارث الهم محرجا
ولست أرى خلا معينا أبثه ... شجوني فما أزداد إلا توهجا
وما لي في يومي غيرك مسعد ... إذا القلب للخطب الفظيع (١) تلجلجا
لأنك عند الله أنجح شافع ... لدفع الملمات الشدائد ترتجى
عليك سلام الله ما أظلم الدجى ... وما فلق الصبح المنير تبلجا
وعم به أصحبك الزهر ما سرى ... إلى ربعك السامي مشوق وأدلجا وقال أيضا يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ذكر العقيق فهاجه تذكاره ... صب عن الأحباب شط مزاره
وهفت إلى سلع نوازع قلبه ... فتضرمت بين الجوانح ناره
كلف برامة ما تألق بارق ... من نحوها إلا بدا إضماره
يشتاق واديها ولولا حبها ... لم يصبه واد زهت أزهاره
شغفا بمن ملك الفؤاد بأسره ... وبوده أن لا يفك إساره
لولا هواه لما ثنى أعطافه ... بان الحجاز ورنده وعراره
يا من ثوى بين الجوانح والحشا ... مني وإن بعدت علي دياره
عطفا على قلب بحبك هائم ... إن لم تصله تصدعت أعشاره
وارحم كئيبا فيك يقضي نحبه ... أسفا علي وما انقتض أوطاره
لا يستفيق من الغرام وكلما ... حجبوك عنه تهتكت أستاره
ما اعتاض عن سمر الحمى ظلا ولا ... طابت بغير حديثكم أسماره
هل عائد زمن تضوع نشره ... أرجا ورقت بالرضى أسحاره
في مربع بقباب سلع مونق ... بالأنس تهتف بالمنى أطياره
فاق البسيطة عزة ومهابة ... فسما وعز من البرية جاره
(١) ص: الفضيع.