يحمي النزيل وكيف لا يحمي وقد ... حفت بجاه المصطفى أقطاره
أضحى ثرى عرصاته إذ حلها ... يشفي من الداء العضال غباره
سبحان من جمع المحاسن كلها ... فيه فتم بهاؤه وفخاره
جبلت على التشريف طينته فما ... نشأت على غير العلى أطواره
وصفت خلائقه وطهر صدره ... فزكا وطاب أديمه ونجاره
حملته آمنة الحصان فلم تجد ... ثقلا إلى أن حان منه بداره
ورأت قصور الشام حين تشعشعت ... أنواره وتباشرت حضاره
وضعته مختونا وأهوى ساجدا ... وكساه حسنا باهرا مختاره
لا بالطويل ولا القصير وإن مشى ... بين الطوال سمتهم أنواره
وإذا تكلل بالجمان جبينه ... عرقا لأمر عظمت أسراره
فلريحه أذكى وأطيب مخبرا ... من ريح مسك فضه عطاره
فالشمس بعد الصحو مشرقة السنا ... والبدر في فلك الكمال مداره
متقلدا بالسيف ليس مباليا ... بمن التقى عزت به أنصاره
حلل السكينة والثبات لباسه ... والبر والإخلاص فيه شعاره
وضميره التقوى وأوتي حكمة ... فازداد منها عقله ووقاره
والصدق منه والوفاء طبيعة ... والعفو والصفح الجميل دثاره
وشريعة الإسلام ملته وبال ... حق المبين إلى الورى إظهاره
ختم النبوة فهو درة تاجها ... وطراز حلتها الثمني عباره
أبقى بسنته طريقا واضحا ... رحبا سواء ليله ونهاره
فخرت به خير القبائل هاشم ... وحوى به المجد الأثيل نزاره
زهرت نجوم السعد في بدر به ... وتبلجت يوم الرضى أقماره
وشموسه في فتح مكة أشرقت ... فانجاب عن وجه العلاء قتاره
سعدت به أولاده ونساؤه ... وصحابه وزكت به أصهاره