يعطر شعري ذكره فكأنما ... لشعري بالكافور والمسك قد حشا وقال أيضاً وهي من المجانسات الأواخر:
سقى الله ارض الحمى وابلاً ... إذا حل في جوها أمرعا
فصم لنا بين أكنافه ... حبيب أأهملنا أم رعى
وحيا بساحة وادي العقيق ... جناباً خصيب الربى أوسعا
نعمنا به زمنا لم نبل ... بمن هم كيدا بنا أو سعى
فلله سر به مودع ... كساه الجلالة من أودعا
هناك المآرب مقضية ... لمن رامها صامتا أو دعا
فهل لي إلى ربعه عودة ... أجوب الفلا أجرعا أجرعا
فأجرع من مائه نهلة ... رواء ومن لي أن أجرعا
مواطن تجبر قلب الكسير ... وترفع ذا خفية أوضعا
فطوبى لمن نص في قصدها ... الركائب أو نحوها أوضعا وقال أيضا:
فيا رب قد عودت وجهي صيانة ... وأهلي غنى والقلب منك تعففا
فزدني وأهلي من صنيعك نعمة ... تدوم وصني واكف يا خير من كفى
وصلني ولا تقطع بلطف ورحمة ... فلست أبالي إن وصلت بمن جفا وقال رحمه الله تعالى يذكره سيرة نفسه:
سلكت طريق الفقر ظنا بأنني ... أضاهي جنيداً أو أناسب معروفا
وكنت أديبا قبل ذلك شاعرا ... أروق الورى نظماً ونثراً وتأليفا
فهمت أعارض الخليل بن أحمد ... وبرزت في نحوي قياسا وتصريفا
وباحثت في الفقه الأئمة برهة ... وأتقنت في القرآن همزا وتخفيفا
وطارحت في علم الحساب فنلته ... وبينت في الألفاظ همزا وتصحيفا
فصرت نديما لا تمل مجالسي ... حبيبا إلى أعيان عصري مألوفا