وقال رحمه الله تعالى يعاتب نفسه:
يا قسوة القلب مالي حيلة فيك ... ملكت قلبي فأضحى شر مملوك
حجبت عني إفادات الخشوع فلا ... يشفيك ذكر ولا وعظ يداويك
وما تماديك من كسب الذنوب ول ... كن الذنوب أراها من تماديك
لكن تماديك من كسب نشأت به ... طعام سوء على ضعفي يقويك
وأنت يا نفس مأوى كل معضلة ... وكل داء بقلبي من عواديك
أنت الطليعة للشيطان في جسدي ... فليس يدخل غلا من نواحيك
لما فسحت بتوفير الحظوظ له ... أضحى مع الدم يجري في مجاريك
واليته بقبول الزور منك فلن ... يوالي الله إلا من يعاديك
ما زلت في أسره تهوين موثقة ... حتى تلفت فأعياني تلافيك
يا نفس توبي إلى الرحمن مخلصة ... ثم استقيمي على عزم ينجيبك
واستدركي فارط الأوقات واجتهدي ... عساك بالصدق أن تحمي مساويك
واسعي إلى البر والتقوى مسارعة ... فربما شكرت يوما مساعيك
حب التكاثر في الدنيا وزينتها ... هي التي عن طلاب الخير تلهيك
لا تكثري الحرص في تطلابها فلكم ... دم لها بسيوف الحرص مسفوك
بل اقنعي بكفاف الرزق راضية ... فكل ما جاز ما يكفيك يطغيك
ثم اذكري غصص الموت الفظيع يهن ... عليك أكدار دنيا لا تصافيك
وظلمة القبر لا تنسي ووحشته ... عند انفرادك عن خل يوازيك
والصالحات ليوم الفاقة ادخري ... في موقف ليس فيه من يواسك
وأحسني الظن بالرحمن مخلصة ... فحسن ظنك بالرحمن يكفيك وقال رحمه الله تعالى وقد عاتبه بعض إخوانه على انقطاعه عن زيارته:
سكوني في بيتي لقلي راحة ... وستر من الله العظيم لحالي
أكف عن الإخوان شرة عثرتي ... وأسلم من قيل وكثرة قال