عذاب الهوى مستعذب عند أهله ... وغلتهم فيه مدى الدهر لا تروى
سكارى وما دارت على القوم خمرة ... سوى أن خمر الحب طرحهم نشوى وقال أيضا:
أهيل الحمى والنازلين برامة ... ومن حل تلك الدار بالأجرع الفرد
أحن إليكم كل حين ولحظة ... وتطلبكم عيني وإن كنتم عندي
وفي القلب ما فيه من الشوق والجوى ... سلام على نجد ومن حل في نجد
وأذكركم والدار قد نزحت بنا ... فأسبل دمعي كالجمان على خدي
فيا أهل ذياك الحمى وحياتكم ... يمين وفي لا يحول عن العهد
هواي الهوى المعهود ليس بزائل ... وإن بعدت داري، ووجدي لكم وجدي
مقيم على رعي العهود وحفظها ... فيا ليت علمي كيف حالكم بعدي
ترى بعد هذا البعد يرجى لقاؤنا ... ويجمعنا ظل لدى البان والرند
وأشرح ما قاسيته ولقيته ... فيا نيل آمالي بذاك ويا سعدي وقال أيضا:
شفيعي إليكم ذلتي وخضوعي ... وفرط غرامي فيكم وولوعي
وشدة أشواقي إليكم وحرقتي ... عليكم وأنفاسي وفيض دموعي
جنابكم لي موطن وحماكم ... ملاذ وأنتم مفزعي ونزوعي
تقضى زماني في هواكم فلا أرى ... سواكم إليه موئلي ورجوعي وقال أيضاً:
سلام عليكم شطت الدار بيننا ... على أن ذكراكم قريب إلى قلبي
إذا العين لم تلقاكم " وتراكم " (١) ... ففكري يلقاكم على البعد والقرب
(١) بياض في ص، وأكملته من الزركشي.