للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا بندقي مهما خطوت يناله ... أنى ينال مراوغاً طيارا

وسنان من خزر اللغالغ لم يزل ... يرعى الرياض وليس يرعى الجارا

لا قادم بل راحل عني إلى ... ماء الفرات يخوض منه غمارا

أو ما تراني فاقداً ومنعماً ... في الجو ليلاً (١) خلفه ونهارا

دعني فقد برد الهواء وقد أتى ... أيلول يطفيء للهجير مارا

ووراءه تشرين جاء برعده ... عجلان يحدو للسحاب قطارا

والبارق الهامي على طلل الحمى ... سدى هناك خيوطه وأنارا

والفيض (٢) طام ماؤه متدفق ... والطير فيه يلاعب التيارا

والنهر جن به فراح مسلسلاً ... صب تحير لا يصيب قرارا

بهر النواظر حين أنبت شطه ... للناظرين شقائقاً وبهارا

والصبح في آفاقه يا سعد قد ... أخفى النجوم وأطلع الغرارا

فانهض إلى المرمى الأنيق بنا فقد ... هب الصباح ونبه الأطيارا

وتتابعت جفاتها (٣) في أفقها ... مثل النعام قوادماً تتبارى

من جو زوراء العراق قوادماً ... يا مرحباً بقدومها زوارا

فأصخ إلى رشق القسي إذا ارتمت ... مثل الحريق أطار عنه شرارا

واطرب إلى نغمات أطيار بدت ... في الجو وهي تجاوب الأوتارا

من كل طيار كأن له دماً ... عند الرماة فثار يبغي الثارا

هل جاء في طلب القسي لحتفه ... أم جاء يطلب عندها الأوتارا

خاض الظلام وعب فيه فسود ال ... رجلين منه وسود المنقارا

وأتى يبشر باللقاء فضمخت ... تلك المغارز عنبراً ونضارا

والكي (٤) كالشيخ الرئيس مزمل ... في بردتيه هيبة ووقارا


(١) ص: ليل.
(٢) الفيض: نهر بالبصرة؛ ص: والقيض.
(٣) الجفة: الجماعة أو العدد الكثير، والجفجفة: انتفاش الطائر.
(٤) الكي: الطائر الذي يسمى أبو منجل أو Pelican.

<<  <  ج: ص:  >  >>